أين نحن من مشروع الصدر؟! هل توقفت العقلانية الدينية المحدثة؟!
أعتقد أن هذه السمات السبع الموجودة في فكر السيد الشهيد محمّد باقر
الصدر: المنهجية، والكلّيانيّة، والعملانية، والواقعية، والدفاعية،
والإحيائية، والنقدية.. لو قرأناها بإمعان فسوف نتمكّن من الإجابة عن هذا
السؤال: هل حقاً ساهم السيد الصدر في تقديم جواب الفكر الديني عن سؤالي:
النهضة والهوية أم لم يقدر على ذلك؟
أعتقد أن الجواب صار أكثر وضوحاً في ذهننا، فقد قدّم مساهمات كبيرة في هذا المجال، لكن ليس المهم أن نتعرّف عليها بقدر ما المهم أن نكملها. ويحلو لي أن آخذ في نهاية هذه الكلمة هذا التشبيه أو المثال الذي ذكره بعض المفكّرين لنتعلّم منه، وقد كرّرته عدة مرات، يقول المثال: إن هناك أباً له أولاد وعنده مصنع، وهذا المصنع فيه عمّال، يقوم بإعطائهم مبلغاً من الأجر الشهري، في السنة الأولى زاد لهم عشرة في المائة، وفي السنة الثانية زاد عشرةً أُخرى، وفي الثالثة زاد عشرةً ثالثة على أجورهم، ثم توفي الوالد بعد عشر سنوات وورث الأولاد المصنع، وانقسموا إلى قسمين: فريق نصيّ أو حرفي، وآخر منهجي موضوعي.
فالفريق الأوّل يقول: والدنا أعطى قبل وفاته مبلغاً معيّناً من الأجر، إذاً فنحن نعطي عين هذا المبلغ إلى الأبد، فهذه هي سياستنا إلى يوم الدين؛ لأننا نتعبّد بما كان يفعله والدنا، ولا نعرف هل كان سيزيد عن السنة الماضية في السنين اللاحقة أو لا؟
أما الفريق الثاني فيقول: لا، ليس هذا اتّباعاً لسيرة والدنا وسنّته، وإنما المطلوب أن نأخذ من مسيرة تجربته مع هؤلاء العمال وظيفتَنا وحركتنا، فما هي المسيرة؟ كان يزيد عشرةً في المائة كلّ عام، فنستمر في مشروعه.
هذا ما نحتاجه اليوم في تعاملنا مع مفكّرين كبار مثل السيد محمّد باقر الصدر الذي قدّم ما احتاجت الأمة إلى تقديمه قدر مُكنته وجزاه الله خيراً عن الإسلام والمسلمين، أما الجيل الثاني والثالث، أمّا نحن اليوم، جيل التسعينيات والألفين، وجيل الألفين وعشرة، وجيل الألفين وعشرين... هذه الأجيال القادمة هل تريد أن تقف وتشتغل ـ فقط ـ بالشرح والتعليق، أم تريد أن تستمرّ وتواصل المسيرة؟! إذا وقفت فقد فعلت عكس ما كان يريده السيد الشهيد الصدر؛ لأنه لو كان يفكّر بطريقة الوقوف لما تقدّم على الذين سبقوه، فما يريده منّا الصدر اليوم هو أن نستمرّ بأخذ طريقته في العمل، وليس نتائج عمله التي توصّل إليها فقط. هذه الطريقة إذا أخذناها وهذه الشخصية إذا تمثلناها وتماهينا معها واستمرّينا في مشروعها بإمكاننا أن نقدّم المزيد المزيد، فكلّ جيل يقدّم ما يجب عليه أن يقدّم، وينتقد بالنقد الموضوعي البنّاء الجيل السابق ولا يقدّسه، وهكذا يكون حوار الأجيال وتقدّمها جيلاً بعد جيل، إلى أن ترجع هذه الأمة الإسلامية إلى حالها الطبيعي، وإلى مواقع عزتها وكرامتها، إن شاء الله تعالى.
أعتقد أن الجواب صار أكثر وضوحاً في ذهننا، فقد قدّم مساهمات كبيرة في هذا المجال، لكن ليس المهم أن نتعرّف عليها بقدر ما المهم أن نكملها. ويحلو لي أن آخذ في نهاية هذه الكلمة هذا التشبيه أو المثال الذي ذكره بعض المفكّرين لنتعلّم منه، وقد كرّرته عدة مرات، يقول المثال: إن هناك أباً له أولاد وعنده مصنع، وهذا المصنع فيه عمّال، يقوم بإعطائهم مبلغاً من الأجر الشهري، في السنة الأولى زاد لهم عشرة في المائة، وفي السنة الثانية زاد عشرةً أُخرى، وفي الثالثة زاد عشرةً ثالثة على أجورهم، ثم توفي الوالد بعد عشر سنوات وورث الأولاد المصنع، وانقسموا إلى قسمين: فريق نصيّ أو حرفي، وآخر منهجي موضوعي.
فالفريق الأوّل يقول: والدنا أعطى قبل وفاته مبلغاً معيّناً من الأجر، إذاً فنحن نعطي عين هذا المبلغ إلى الأبد، فهذه هي سياستنا إلى يوم الدين؛ لأننا نتعبّد بما كان يفعله والدنا، ولا نعرف هل كان سيزيد عن السنة الماضية في السنين اللاحقة أو لا؟
أما الفريق الثاني فيقول: لا، ليس هذا اتّباعاً لسيرة والدنا وسنّته، وإنما المطلوب أن نأخذ من مسيرة تجربته مع هؤلاء العمال وظيفتَنا وحركتنا، فما هي المسيرة؟ كان يزيد عشرةً في المائة كلّ عام، فنستمر في مشروعه.
هذا ما نحتاجه اليوم في تعاملنا مع مفكّرين كبار مثل السيد محمّد باقر الصدر الذي قدّم ما احتاجت الأمة إلى تقديمه قدر مُكنته وجزاه الله خيراً عن الإسلام والمسلمين، أما الجيل الثاني والثالث، أمّا نحن اليوم، جيل التسعينيات والألفين، وجيل الألفين وعشرة، وجيل الألفين وعشرين... هذه الأجيال القادمة هل تريد أن تقف وتشتغل ـ فقط ـ بالشرح والتعليق، أم تريد أن تستمرّ وتواصل المسيرة؟! إذا وقفت فقد فعلت عكس ما كان يريده السيد الشهيد الصدر؛ لأنه لو كان يفكّر بطريقة الوقوف لما تقدّم على الذين سبقوه، فما يريده منّا الصدر اليوم هو أن نستمرّ بأخذ طريقته في العمل، وليس نتائج عمله التي توصّل إليها فقط. هذه الطريقة إذا أخذناها وهذه الشخصية إذا تمثلناها وتماهينا معها واستمرّينا في مشروعها بإمكاننا أن نقدّم المزيد المزيد، فكلّ جيل يقدّم ما يجب عليه أن يقدّم، وينتقد بالنقد الموضوعي البنّاء الجيل السابق ولا يقدّسه، وهكذا يكون حوار الأجيال وتقدّمها جيلاً بعد جيل، إلى أن ترجع هذه الأمة الإسلامية إلى حالها الطبيعي، وإلى مواقع عزتها وكرامتها، إن شاء الله تعالى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق